منتديات أوحدي الثقافية

 سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف  04wsrcv28

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أوحدي الثقافية

 سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف  04wsrcv28

منتديات أوحدي الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم .: اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم .:اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين    .:.      .:.

بسم الله الرحمن الرحيم .: اللهم صل على محمد و آل محمد  .:.      .:.

2 مشترك

    سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف

    ريحانه
    ريحانه
    ~ أوحدي جديد ~
    ~ أوحدي جديد ~


    عدد المشاركات : 16
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010
    الجنس : انثى
    نقاط : 254418

     سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف  Empty سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف

    مُساهمة من طرف ريحانه الثلاثاء 06 يوليو 2010, 7:23 pm

    سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف









    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين



    نسبـــه

    أما بعد : فيقول العبد المسكين أحمد بن زين الدين[1] بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر ـ غفر الله لهم أجمعين ـ بن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر ، وهو كبير الطائفة المشهورة بالمهاشر ، وشيخهم وبه يفتخرون وإليه ينتسبون .

    قعد داغر في بلدنا المعروفة بالمطيرفي[2] من الأحساء[3] وترك البادية ، ومنّ الله عليه بالإيمان وله الحمد والمنة ليستنقذنا من الضلالة ، وكانت أولاده كلهم من الشيعة الأثني عشرية ، إلى أن أخرجني وخلصني من الأرحام والأصلاب ، حتى أخرجني إلى الدنيا وله الفضل والحمد والشكر .




    البيئة التي نشأ فيها





    البيئة التي نشأ فيها

    فخرجت في وقت قد انتشر الجهل وعمّ الناس ، خصوصا في بلدتنا لأنها نائية عن المدن ، وليس فيها أحد ممن يدعو إلى الله وعبادته ، ولا يعرف أهلها شيئا من الأحكام ، ولا يفرقون بين الحلال والحرام .






    ولادته . أحداث بعد الولادة




    أولاده

    وكان مما تفضل عليّ عز وجل أن رزقني ذرية كرمهم الله بالعلم ، وكان كبيرهم سنا وعلما هو الابن الأعز محمد تقي أعزه الله وهداه ، وجعلني من المنية فداه ، التمس منّي أن أذكر بعض أحوالي في حالة الصغر ، وفي حال التعلم[4] لتكون كالتاريخ ، فأجبته إلى ما التمس مني .



    ولادتــــه

    كانت ولادتي في السنة السادسة والستين بعد المئة والألف من الهجرة ( 1166 هـ ) في شهر رجب المرجب .



    أحداث بعد الولادة

    وعلى رأس السنتين من ولادتي جاء مطر شديد ، وأتت بلادنا سيول من الجبال ، حتى كان عمق الماء في المكان المرتفع من بلادنا ذراعين ونصفا تقريبا ، وفي ذلك اليوم تولد المرحوم المبرور أخي الشيخ صالح[5] تغمده الله برحمته ، وأسكنه بحبوحة جنته . وفي اليوم الثالث وقعت بيوت بلدنا كلها ، لم يبقَ فيها إلا مسجدها ، وبيت لعمتي فاطمة الملقبة ( بحبابة ) رحمة الله عليها ، وكان حينئذ عمري سنتين ، وأنا أذكر هذه الواقعة .




    حالته في الطفولة ـ الصبي المفكر




    حالته في الطفولة ـ الصبي المفكر ـ

    وعلى مختصر القصة قرأت القرآن وعمري خمس سنين ، وكنت كثير التفكير في حالة طفولتي ، حتى أني إذا كنت مع الصبيان ألعب معهم كما يلعبون ، ولكن كل شيء يتوقف على النظر أكون فيه مقدمهم وسابقهم ، وإذا لم يكن معي أحد من الصبيان أخذت في النظر والتدبر ، وأنظر في الأماكن الخربة والجدران المنهدمة ، أتفكر فيها وأقول في نفسي : هذه كانت عامرة ثم خربت ، وأبكي إذا تذكرت أهلها وعمرانها بوجودهم ، وأبكي بكاء كثيرا ، حتى أنه لما كان حسين بن سياب الباشه حاكم الأحساء ، وتألب عليه العرب ، وأتى محمد آل عزيز وحاصروا الباشه ، وقتلوا الروم وأخذوا الأحساء ، وحكم فيها محمد آل عزيز . وبعد أن مات حكم في الأحساء ابنه علي آل محمد ، وقتله أخوه دجين أبو عرعر ، وكان مقتله قرب عين الحوار ( بالحاء المهملة ) ودفن هناك ، فإذا مررت وعمري خمس سنين تقريبا بقبره أقول في نفسي : أين ملكك ؟ أين قوتك ؟ أين شجاعتك ؟ وكان في حياته على ما يذكرون أشجع أهل زمانه ، وأشدهم قوة في بدنه ، وأتذكر أحواله وأبكي بكاء شديدا على تغير أحوال الدنيا وتقلبها وتبدلها . وكانت هذه حالتي إن كنت مع الصبيان في لعبهم فأنا مشتغل باللعب معهم ، وإن كنت وحدي فأنا أتفكر وأتدبر .


    جهل المجتمع الذي نشأ فيه




    جهل المجتمع الذي نشأ فيه

    وكان أهل بلدنا في غفلة وجهل ، لا يعرفون شيئا من أحكام الدين ، بل كل أهل البلد صغيرهم وكبيرهم لهم مجامع يجتمعون فيها بالطبول والزمور ، والملاهي والغناء والعود والطنبور . وكنت مع صغري لا أقدر أصبر عن الحضور معهم ساعة ، وعندي من الميل إلى طرفهم ما لا أكاد أصفه ، وأبكي وحدي شوقا إلى ما أتخيله من أفعالهم ، حتى أكاد أقتل نفسي ، وإذا خلوت وحدي أخذت في الفكر والتدبر ، وبقيت على هذه الحال .


    ساعة الخلاص




    ساعة الخلاص

    فلما أراد الله سبحانه إنقاذي من تلك الحالات اجتمعت مع رجل من أقاربنا ، من المقدمين في طرق الضلالة ، المتوغلين في أفعال الغواية والجهالة ، وقال أنا أريد أنظم بعض أبيات الشعر وأريدك تعينني ، هذا وأنا صغير ما بلغت الحلم ، فقلت له أفعل . فقعدنا في خلوة ، فأخذ أوراقا صغارا عنده يقلب فيها ، وإذا فيها أبيات شعر منسوبة للشيخ علي بن حماد البحراني الأوالي[6] تغمده الله برحمته ورضوانه في مدح الأئمة عليهم السلام وهي :



    للّـه قوم إذا ما الليـل جنّهـم

    قاموا من الفرش للرحمن عبــادا

    الأرض تبكي عليهم حين تفقـ

    دهم لأنهم جعلوا للأرض أوتــادا

    هم المطيعون في الدنيا لخالقهـم

    وفي القيامة سادوا كل مـن سـادا

    محمد وعلي خير من خلقــوا

    وخير من مسكت كفاه أعــوادا

    ويـركبون مطـايا لا تمللهـم

    إذا هم بمنادي الصبح قد نادي

    فلما قرأ هذه الأبيات ألقاها وقال : ( الحاصل إن الذي ما يعرف النحو ما يعرف الشعر ) . فلما سمعت هذا الكلام منه تذكرت أن هنالك صبيا ـ أمه بنت عم أمي ـ تغمده الله برحمته ، اسمه الشيخ أحمد بن محمد آل ابن حسن ، يقرأ في النحو في بلدة قريبة من بلدنا بينهما قدر فرسخ[7] ، عند المرحوم الشيخ محمد بن الشيخ محسن[8] قدس الله روحه .




    بدء دراسته العلمية


    بدء دراسته العلمية

    قلت للشيخ أحمد ما أول شيء يقرأ فيه من النحو ، فقال : عوامل الجرجاني ، فقلت له أعطني أكتبها ، فأخذتها وكتبتها ، ولكني أستحي أن أذكر لوالدي قدس الله روحه ونور ضريحه ، لأنه كان عندي من الحياء شيء ما يتصور ، حتى أن ذلك الحال الذي أشرت إليه من الاشتياق إلى أفعال أولئك الفساق ما اطلع عليه أحد إلا الله سبحانه[9] ، فمضيت فيه إلى موضع من بيتنا يقعد فيه والدي ووالدتي ونمت فيه ، وبيّنت بعض الأوراق التي فيها العوامل ، وأتت والدتي ـ وأنا مغمض عيني ـ كأني نائم ، ثم أتى والدي وقال لوالدتي : ما هذه الأوراق التي عند أحمد ؟ .

    قالت : ما أعلم .

    فقال : ناولينيها .

    فأخذتها وأنا أرخيت أصابعي ـ من حيث لا تشعر ـ حتى تأخذ القرطاس ، فأخذتها وأعطتها والدي ـ رحمه الله ـ فنظر فيها وقال : هذه رسالة نحو ، من أين له هذه ؟ .

    قالت : ما أدري .

    فقال : رديها مكانها .

    فردتها وألنت أصابعي ـ من حيث لا تشعر ـ فوضعتها في يدي وبقيت قليلا ، ثم تمطيت وانتبهت وأخفيت القرطاس ، كأني أحب أن لا يطلع عليها .

    فقال لي والدي : من أين لك هذه الرسالة النحوية ؟

    قلت : كتبتها .

    فقال لي : تحب أن تقرأ في النحو ؟ .

    فقلت : نعم .

    وجرت ( نعم ) على لساني من غير اختياري ـ وأنا في غاية الحياء ـ كأن قولي نعم من أقبح الأشياء ، ولكن الله ـ وله الحمد والشكر ـ أجراها على لساني من غير اختياري .

    فلما كان من الغد أرسلني مع شيء من النفقة إلى البلد التي فيها الرجل العالم ، أعني الشيخ محمد بن الشيخ محسن واسمها القُرَيْن[10] ، ووضعني مع ذلك الصبي الذي تقدم ذكره ، وهو الشيخ أحمد ـ رحمه الله ـ فكان شريكي في الدرس عند الشيخ محمد ، وقرأت ( العوامل ) و ( الآجرومية ) عنده .


    رجل يعلمه في المنام




    رجل يعلمه في المنام

    ورأيت في المنام رجلا كأنه من أبناء الخمس والعشرين سنة ، أتى إليَّ وعنده كتاب ، فأخذ يعرف لي قوله تعالى : ( الذي خلق فسوى . والذي قدر فهدى ) مثل خلق أصل الشيء ، يعني هيولاه ، فسوى صورته النوعية ، وقدر أسبابه فهداه إلى طريق الخير والشر ، يعني من هذا النوع ، وإن لم يكن خصوص ما ذكرته ، فانتبهت وأنا منصرف الخاطر عن الدنيا ، وعن القراءة التي يعلمناها الشيخ ، لأنه إنما يعلمنا : ( زيد قائم ، زيد : مبتدأ ، وقائم : خبره ) . وبقيت أحضر المشايخ ولا أسمع لنوع ما سمعت في المنام من ذلك الرجل شيئا . وبقيت مع الناس بجسدي ، ورأيت أشياء كثيرة لا أقدر أحصيها منها :

    أني رأيت في المنام كأني أرى جميع الناس صاعدين على السطوح يتطلعون لشيء ، فصعدت أنا سطح بيتنا ، وإذا أنا أرى شيئا أتى مما بين المغرب والجنوب ، وهو معلق بالسماء بطرف منه ، وطرف آخر متدلٍ كالسرادق وهو مقبل إلينا ، أنا والناس كلهم ، وكلما قرب منا انحط إلى جهة الأسفل ، حتى وصل إلينا ، وكان أسفل ما منه ما كان عندي وقبضته بيدي ، وإذا هو شيء لطيف لا تدركه حاسة اللمس بالجسم إلا بالبصر ، وهو أبيض بلوري يكاد يخفى من شدة لطافته ، وهو حُلَق منسوجة على هيئة نسج الدرع ، ولم يصل إليه أحد من تلك الخلائق المتطلعين إليه غيري

    ورأيت ليلة أخرى : كأن الناس كلهم يتطلعون على السطوح ـ كالرؤيا الأولى ـ إلى شيء نزل من السماء وقد سدّ جهة السماء ، إلا أن جميع أطرافه متصلة بالسماء ووسطه منخفض ، ولم يصل إليه من تلك الخلائق أحد غيري ، لأن أخفض ما في وسطه المتدلي هو الذي وصل إليَّ ، فقبضته بيدي ، فإذا هو غليظ ثخين .

    ورؤى لي أيضا كأن جبلا عاليا إلى عنان السماء ، وحوله من جميع جوانبه رمال سيّالة ، وكل الخلائق يعالجون في صعوده ، ولم يقدر أحد منهم أن يصعد منه قليلا ، وأتيت أنا وصعدته كلمح البصر ، بأسهل حركة إلى أعلاه . وأمثال ذلك من الأمور الغريبة التي أعجز عن إحصائها .




    رؤية الإمام الحسن المجتبى


    رؤية الإمام الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام

    ثم إني رأيت ليلة كأني دخلت مسجدا ، فوجدت فيه رجالا ثلاثة ، وشخص آخر يقول لكبير الثلاثة : يا سيدي كم أعيش ؟ فقلت : من هؤلاء ؟ ومن هذا الذي تسأله ؟ .

    فقال : هذا الحسن بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام ، فمضيت إليه وسلمت عليه وقبلت يده ، وتوهمت أن الذين معه الحسين وعلي بن الحسين عليهما السلام .

    فقال عليه السلام : هذا علي بن الحسين ، وهذا الباقر عليهما السلام .

    فقلت : أنا يا سيدي كم أعيش ؟ .

    فقال : خمس سنين أو أربع سنين ، أو قال : خمس سنين وأربع سنين .

    فقلت له : الحمد لله .

    فلما عَلِم منِّي الرضا بالقضاء قعد عند رأسي ، وذلك كأني حين إظهاري الرضا بما قال نائم على قفاي ، ورأسي إلى جهة القطب الجنوبي ، وهم عليهم السلام قيام على جانبي الأيمن ، كالمصلين على الميت ، إلا أن الحسن عليه السلام مما يلي رأسي ، فلما أظهرت الرضا بالقضاء قعد عند رأسي ، ووضع فمه على فمي ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام : أصلح إن كان في فرجه خراب . فقال الحسن عليه السلام : الفرج لا يخاف منه وإن أعقمه الله ، فإنما يخاف من القلب ، فتعلقت به فوضع يده على وجهي وأمرها إلى صدري ، حتى وجدت برد يده الشريفة في قلبي . ثم كأني أنا وهم قيام ، فقلت له : يا سيدي أخبرني بشيء إذا قرأته رأيتكم . فقال لي :

    كن عن أمورك معرضا
    ولربما اتسع المضيق
    ولـرب أمـر متعـب
    الله يفعـل مـا يشـاء
    الله عودك الجميـــل



    وَكِلِ الأمور إلى القضا
    وربـما ضـاق الفضا
    لك في عواقبه رضــا
    فلا تكن متعرضـــا
    فقس على ما قد مضـى




    ثم قال :

    رب أمر ضاقت النفس بــه جاءها من قبل الله فـرج
    لا تكن من وجه روح آيسـا ربما قد فرجت تلك الرتج
    بينما المرء كئيبا دنــفا جاءه الله بروح وفــرج

    وكان يقرأ من الأول فقرة ومن الثاني فقرة ، فقلت كيف هذا . فقال عليه السلام : قد يستعمل في الشعر هكذا .

    فقلت : يا سيدي هل رأيت القصيدة التي أولها :

    ألا انظرن يا خليلي بين أحوالي

    في أيها هو أحلى لي وأحوى لي

    فقال : رأيتها وهي عجيبة إلا أنها ضائعة ، وذلك إنما قال عليه السلام ذلك لأني نظمتها في التغزل .

    فقلت له : إن شاء الله تعالى أنظم في مدحكم قصيدة

    ثم أني أحببت انصرافهم لئلا أنسى هذه الأبيات ، وثقة مني بوعده عليه السلام .

    ثم إني ذات ليلة قعدت آخر الليل لصـلاة الليل ، وكـان قريب بلدنا بلـد اسمها ( البابة ) وفيها نخلة طويلة جدا ، ما رأيت منذ خلقت نخلة طولها وعليها حمامة راعبية وهي تنوح ، فذكرتني تلك الرؤيا ومن رأيت ، فنظمت القصيدة في مدحهم عليهم السلام التي أولها :

    بي العزا عز وجل الوجـل وماج مدمعي بما احتمـل

    وهي موجودة .

    والحاصل ثم إني بقيت أقرأ الأبيات كل ليلة وأكررها ولا أراهم عليهم السلام كم شهر .


    استشعار ما يريد الإمام الحسن





    استشعار ما يريد الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام

    ثم إني استشعرت أنه عليه السلام ما يريد منّي قراءة الأبيات ، وإنما يريد منّي التخلق بمعانيها ، فتوجهت إلى الإخلاص في العبادة وكثرة الفكر ، والنظر في العالم ، وكثرة قراءة القرآن ، والاعتبار والاستغفار في الأسحار .


    البشائر تعود إليه




    البشائر تعود إليه

    فرأيت منامات غريبة عجيبة في السماوات ، وفي الجنات وفي عالم الغيب والبرزخ ، ونقوشا وألوانا تبهر العقول .

    ثم انفتح لي رؤيتهم عليهم السلام ، حتى أني أكثر الليالي والأيام أرى من شئت منهم ، على ما أختار منهم الذي أراه عليه السلام . وإذا رأيت أحدا منهم وانتبهت وانقطع كلامي قبل تمامه ، رجعت في النوم ورأيت ذلك الذي رأيته عند منقطع كلامي حتى أتممه ، وإذا ذكر لي أحد من الناس أن إذا رأيتهم تسأل لي الدعاء ، رأيت كذلك .

    وقد ذكر لي أخي الشيخ صالح أن إذا رأيت القائم عليه السلام فاسأله لي الدعاء ، فرأيت القائم عجل الله فرجه وقلت له : يا سيدي إن أخي صالحا يسألك الدعاء ، فدعا له وقال : في زوجته ولد ، ثم حملت زوجته بزين الدين ابنه .

    وكنت في أول انفتاح باب الرؤيا رأيت الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، فسألته عن مسائل فأجابني ، ثم وضع فمه الشريف في فمي وبقي يمجّ علي من ريقه وأنا أشرب وهو ساخن ، إلا أنه ألذُّ من الشهد قدر نصف ساعة ، وكل ذلك وأنا أشرب من ريقه .






    يرى النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين


    يرى النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين

    ثم بعد كم سنة رأيت النبي صلى الله عليه وآله وقلت : يا سيدي أريد منك أن أخلع الدنيا أصلا ، بحيث لا أعرف .

    فقال : هذا أصلح .

    فشددت عليه في الطلبة فتغافلني ومضى عنّي من حيث لا أشعر ، ففتشت عليه ثم وجدته وقلت له : أنا أريد منك هذا المطلب .

    فقال : يمكن بعد حين ، فتغيب عنّي فطلبته فوجدته وشددت عليه مراراً ، فمرة يقول : هذا أصلح ، ومرة يقول : بعد حين . فلما آيست من مطلبي قلت له : إذن زودني ، فرفع يمينه الشريفة وأراد أن يمسح بها وجهي وصدري .

    قلت له : ما أريد هذا .

    فقال لي : ما تريد ؟ .

    قلت : أريد تسقيني من ريقك ، فوضع فمه على فمي ومجَّ عليَّ من ريقه ماء ألذَّ من الشهد ، وأبرد من الثلج ، إلا أنه قليل ، وكنت أنا وهو صلى الله عليه وآله قائمين فضعفت لشدة اللذة وبرد الماء فقعدت ، ثم قمت وهو يضحك من قعودي وضعفي ، وسقاني مرة أخرى كالأولى ثم مضى .

    والحاصل أني رأيت أكثر الأئمة عليهم السلام وظنّي كلهم ، إلا الجواد عليه السلام فإني متوهم في رؤيته .

    وكل من رأيت منهم يجيبني في كل ما طلبت ، إلا مسألة الانقطاع ، فإن جوابهم لي فيه كجواب النبي صلى الله عليه وآله .

    وكنت مدة إقبالي سنين متعددة ما يشتبه عليّ شيء في اليقظة إلا وأتاني بيانه في المنام ، وأشياء ما أقدر ضبطها لكثرتها .

    وأعجب من هذا ما أرى في المنام إلا على أكمل ما أريده في اليقظة ، بحيث ينفتح لي جميع ما يؤيد أدلته ويمنع ما يعارضه .


    يشتغل بأمور الناس فينسدُّ باب الرؤية


    يشتغل بأمور الناس فينسدُّ باب الرؤية

    وبقيت سنين كثيرة على هذه الحال ، حتى عرفني الناس ، واشتغلت بهم عن ذلك الإقبال ، وانسد ذلك الباب المفتوح ، فكنت الآن ما أراهم عليهم السلام إلا نادرا من الأحوال .


    يرى علياً أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام



    يرى علياً أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام

    وكان من جملة هذه الأمور النادرة أني رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس مشحون من العلماء والأجلاء ، فلما أقبلت قام عليه الصلاة السلام فقعدت عند النعل .

    فقال : أقبل ما هذا مكانك ، فقمت ثم قعدت قريبا.

    فقال : أقبل .

    ولم يزل عليه السلام يقربني حتى أقعدني في جانبه ، فكان مما سألته : هل يجوز بيع الصبرة[11] ؟ .

    فقال : لا .

    ثم ذكرت له حاجتي فقال : أنا ما في يدي شيء .

    فقلت له : نعم ، ولكني أتيت إليك من الذي بيني وبينك أريد مما أعرف من مقامك عن الله . فلما قلت له ذلك قال : إن شاء الله يكون بعد حين .

    وكنت في تلك الحال دائما أرى منامات وهي إلهامات . فإني إذا خفي عليَّ شيء رأيت بيانه ولو إجمالا ، ولكني إذا أتاني بيانه في الطيف وانتبهت ظهرت لي المسألة بجميع ما يتوقف عليه من الأدلة ، بحيث لا يخفى عليّ أحوالها ، حتى أنه لو اجتمعت الناس ما أمكنهم يدخلون عليّ شبهة فيها ، فاطلع على جميع أدلتها . ولو أوردوا عليَّ ألف منافٍ ، وألف اعتراض ظهر لي محاملها وأجوبتها بغير تكلف ، ووجدت جميع الأحاديث كلها جارية على طبق ما رأيت في الطيف ، لأن الذي أراه في المنام معاينة لا يقع فيه غلط .


    ذكر الأدلة القاطعة على قوله




    ذكر الأدلة القاطعة على قوله

    وإذا أردت أن تعرف صدق كلامي فانظر في كتبي الحكمية ، فإني في أكثرها في أغلب المسائل خالفت جل الحكماء والمتكلمين ، فإذا تأملت في كلامي رأيته مطابقاً لأحاديث أئمة الهدى عليهم السلام ، ولا تجد حديثاً يخالف شيئاً من كلامي . وترى كلام أكثر الحكماء والمتكلمين مخالفاً لكلامي ولأحاديث الأئمة عليهم السلام ، حتى بلغ منهم الحال إلى أن أكثرهم ما يعرفون كلام الإمام عليه السلام ، ولكن إذا أردت البيان فانظر بعين الإنصاف لتعرف صحة ما ذكرت ، فإني ما أتكلم إلا بدليل منهم عليهم السلام .

    ولقد كان بيني وبين الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن عصفور البحراني[12] رحمهم الله بحث كثير وأكثر الإنكار عليَّ ، ثم انصرفنا .




    يشكو إلى الإمام الهادي




    يشكو إلى الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام فيقدم له الإجازات

    فلما جاء الليل رأيت مولاي علي بن محمد الهادي عليه وعلى آبائه الطيبين وأبنائه الطاهرين أفضل الصلاة وأزكى السلام ، فشكوت إليه حال الناس ، فقال عليه السلام : اتركهم وامضِ فيما أنت فيه ، ثم أخرج إليَّ أوراقا على حجم الثمن ، وقال : هذه إجازاتنا الاثنا عشر ، فأخذتها وفتحتها وإذا كل صفحة مصدرة : بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وبعد البسملة إجازة واحدة منهم عليهم السلام .

    وكان مما أمروني به ووعدوني به ووصفوني عليهم السلام به ، ما لا يصدق به كل من سمع استعظاماً له ، وإني لست أهلاً له ، حتى أني قلت للنبي صلى الله عليه وآله : من القائل بذلك ؟ .

    فقال : أنا القائل .

    فقلت : يا سيدي أنت تعرفني ، وأنا أعرف نفسي ، أني لست أهلاً لذلك ، فلأي سبب قلت ذلك .

    فقال : بغير سبب .

    فقلت : بغير سبب .

    فقال : أمرت أن أقول كذا .

    فقلت : أمرت أن تقول كذا .

    فقال : نعم . وأمرت أن أقول إن ( ابن أبي مدربس ) من أهل الجنة ، وكان رجلاً من أهل بلدنا من جهال الشيعة .

    وقال أيضاً وأمرت أيضاًُ أن أقول إن ( عبد الله الغويدري ) من أهل الجنة .

    فقلت : عبد الله الغويدري من أهل الجنة .

    فقال : لا تغتر بأن ظاهره خبيث ، فإنه يرجع إلينا ولو عند خروج روحه . وكان عبد الله الغويدري رجلاً عشاراً[13] من أهل السنة والجماعة ، ولم نسمع منه شيئاً من الخير ، إلا أنه كان يحب جماعة من السادة من أقاربنا ، ويخدمهم ويعظمهم ويكرمهم غاية الإكرام . ثم بعد مدة تكلمت بهذا الكلام بمحضر جماعة من الشيعة ، فقال شخص منهم اسمه عبد الله ولد ناصر العطار ، وكان بينه وبين عبد الله الغويدري صداقة ومؤاخاة ، فقال : عبد الله الغويدري شيعي .

    فقلنا : ليس بشيعي .

    فقال : والله إنه شيعي ، ولا يطلع عليه إلا الله وأنا ، وهو رفيقي وأنا أعرفه .

    والحاصل من الاتفاق أن طوائف من البوادي ، اعتدوا على طائفة من الشيعة من أهل القطيف ، ووقع بينهم حرب ، واستعان الشيعة بأهل الأحساء عسكراً لإعانة أهل القطيف على البوادي ، وكان من جملة من خرج معهم عبد الله الغويدري فقتل في جملة من قتل . فختم له بالشهادة في الدفاع عن المؤمنين .


    أمور لا يصدقها الجهلة




    أمور لا يصدقها الجهلة

    والحاصل أن من الأمور الغريبة تعبير ما ذكرت من الرؤيا التي تقدم ذكرها ، فإنه مما لا يحسن بيانه ، خصوصاً للجهال .

    وأما أنا فإن افتريته فعليَّ إجرامي .






    الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول


    الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول

    ولقد ورد عن الباقر عليه السلام أنه قال : ( ما من عبد أحبنا وزاد في حبنا ، وأخلص في معرفتنا ، وسئل مسألة إلا ونفثنا في روعه تلك المسألة ) .

    ولقد فتح الله أشياء ما أعرف أصفها للناس ، وكل ذلك من التخلق بتلك الأبيات المتقدمة .




    نصيحة إلى كل مؤمن


    نصيحة إلى كل مؤمن

    فأنت وفقك الله إذا أردت شيئا فأقبل على الله على النحو الذي أمر به الشارع عليه السلام ، وتفهم قول الله تعالى : ( أذكروني أذكركم )[14] ، وقوله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم )[15] .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    إلى هنا كتب بخطه الشريف ، وقد نقلناه من نسخة نقلت من خطه أعلى الله مقامه .

    وكتب العبد الضعيف محمد بن محمد بن الحسين المدعو بالتقي الشريف[16] في بلدة تبريز[17] ، وفرغ منه يوم الأربعاء ثالث شهر ذي القعدة الحرام من سنة تسعين ومئتين بعد ألف من الهجرة حامداً مصلياً مسلماً مستغفراً راجياً .



    [1] زين الدين والد الشيخ أحمد من العلماء ، وذلك يستفاد مما كتبه بعض العلماء الأجلاء ، منهم السيد علي الطبأطبائي صاحب ( رياض المسائل ) في إجازته للشيخ قال : ( مولانا الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين ) ، ومنهم السيد مهدي الطبأطبائي أيضا في إجازته للشيخ قال : ( الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي ) ، ومنهم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في إجازته للشيخ قال : ( الشيخ أحمد بن المرحوم المبرور الشيخ زين الدين ) ، ومنهم ابنه الشيخ عبد الله في ترجمته لوالده في ذكر نسبه قال : ( وهو الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين ) ، ومنهم الميرزا موسى الحائري صاحب ( إحقاق الحق ) قال في إجازته لولده الميرزا علي الحائري : ( وأما أبوه شيخ زين الدين كان عالما عاملا كاملا ) . والسيد كاظم الرشتي قال في رسالة في شرح الاسم الأعظم في مجموعة رسائل ص193 : ( ... عن أبيه المقدس زين الدين ) ، وكذلك قال الميرزا محمد تقي صاحب صحيفة الأبرار في ج2 ص329 : ( ... عن أبيه المقدس زين الدين ) .

    [2] من القرى الشمالية ، وهي قرية متوسطة المساحة ، وبجنبها عين تسمى ( الحَوَار ) ، تبعد عن ( الهفوف ) عاصمة الأحساء ( 9 كم ) ، ويقدر سكانها بـ ( 3500 ) نسمة ، ولا زال فيها مسجد ومنزل الشيخ أحمد المترجم إلى الآن .

    [3] تقع الأحساء في شرق الجزيرة العربية ، والآن هي في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية ، دخلت في الإسلام السنة السادسة للهجرة طوعا .

    [4] قوله عليه الرحمة ( وفي حال التعلم ) تدل على عدم وجود أساتذة له إلا ما ذكر ، ولأنه لم يذكر أي أستاذ .

    [5] الشيخ صالح بن زين الدين الأحسائي ، ولد في قرية المطيرفي بالأحساء عام ( 1168 هـ ) ، ونشأ بها وهو أصغر من أخيه الشيخ أحمد ، من كبار العلماء وأجلائهم ، له مؤلفات توفي في كرمانشاه بإيران عام ( 1240 هـ ) .

    [6] الشيخ علي بن حماد البحراني ، من العلماء الأعلام ، توفي عام ( 999 هـ ) .

    [7] الفرسخ تقريبا ( 6 ) كم .

    [8] من أعلام القرن الثالث عشر .

    [9] الشيخ عبد الله بن المترجم الشيخ أحمد الأحسائي في كتابه الذي كتبه في ترجمة والده قد أنكر حضور والده مجالس اللهو وهذا صحيح ، لأن والده قال عندي ميل إليهم ، ولم يقل حضرت في تلك المجالس ، وهنا يقول : إن هذا الميل لم يطلع عليه غير الله سبحانه وتعالى .

    [10] القرين من القرى الشمالية في الأحساء ، تبعد عن الهفوف عاصمة الأحساء بـ ( 8 ) كم ، تقع في وسط النخيل ، قرب عين تسمى ( أم سبعة ) .

    [11] الصبرة من الطعام هي : الشيء المجتمع كالكومة ، ومنه قول العرب ( اشتريت الشيء صبرة ) أي بلا وزن ولا كيل .

    [12] الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن الشيخ أحمد آل عصفور الدرازي البحراني عالم فاضل ، ولد عام ( 1169 هـ ) ، وتوفي بعد أبيه بقليل عام ( 1216 هـ ) .

    [13] العشار بالعين المفتوحة والشين المشددة مأخوذ من التعشير ، وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر الظالم .

    [14] البقرة 152 .

    [15] التوبة 67 .

    [16] الميرزا محمد تقي بن الملا محمد حجة الإسلام المامقاني صاحب صحيفة الأبرار من العلماء الأعلام ، فقيه وحكيم ، ولد عام ( 1248 هـ ) ، وتوفي عام ( 1312 هـ ) .

    [17] تبريز من أشهر مدن آذربيجان ، وتقع في الشمال الغربي من إيران ، وهي مدينة عامرة جميلة .
    أوحديهـ
    أوحديهـ
    ~ [ مشرفة أوحدي حواء ] ~
    ~ [ مشرفة أوحدي حواء ] ~


    عدد المشاركات : 264
    تاريخ التسجيل : 06/11/2009
    الجنس : انثى
    نقاط : 273268

     سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف  Empty رد: سيرة الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي رضوان الله تعالى عليه بقلمه الشريف

    مُساهمة من طرف أوحديهـ الثلاثاء 06 يوليو 2010, 8:13 pm

    مشكوره ع الموضوع الأكثر من مميز
    لاعدمنآك يآرب
    دمـتِ بكل ود واحترآمـ

      الساعة الأن
       
      بتوقيت (المملكة العربية السعودية)
      جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات أوحدي الثقافية
       Powered by ِِ Awhady ِِ ®https://awhady.yoo7.com
      حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024, 12:11 pm